الجمعية الثقافية

بلدية وادي العلايق

بلدية وادي العلايق

   الموقع

 

     تقع بلدية وادي العلايق وسط سهل متيجة كما تعد إحدى بلديات ولاية البليدة تتربع على مساحة إجمالية تقدر بـ : 5553 هكتـــــــــار يغلب عليها الطابع الفلاحي يحده كل من
  الشمال :بلديات القليعة و الشعيبة
  الجنوب : بلديات البليدة وشفة
  الغرب : بلدية موزاية
  ومن الشرق : بلديتي  بن  خليل و    بني  تامو

     تتميز بلدية وادي العلايق بخصوبة أراضيها وتسطحها بحيث لا يتعدى  ارتفاعها 45 إلى 50 متر على سطح البحر كما تتميز بوفرة المياه السطحية  والجوفية وكثرة الأمطار التي يتراوح تساقطها بين 700 و 1000 مم سنويا ، ونظام مياه ضعيف مما يسمح بتشكيل الضباب أما درجات الحرارة فتتراوح بن 6 و8 شتاءا و28 إلى 33 صيفا.
هذه الخصوصيات اكسبة وادي العلايق طابعا فلاحيا محضا واراضيها خصبة لها مرد ودية عالية     لا سيما زراعة الأشجار والخضر
    وتجسد مدينة وادي العلايق نمط المدن الكولونيالية من خلال شوارعها الواسعة  المزينة بأشجار الالب و مساكنها الواسعة الموصلة بحدائق وخامات لتربية مختلف الدواجن وإسطبلات لتربة مختلف الحيوانات الأليفة ولا يزال الطابع الريفي يغلب على وادي العلايق رغم التغيرات التي طرأت النسيج العمراني ورغم قربها من العاصمة .
     بعد الاستقلال ألحقت بلدية وادي العلايق بعمالة الجزائر ثم بولاية البليدة اثر التقسيم الإداري لسنة 1975 وفي عام 1990 ألحقت البلدية بمصاف الدوائر وألحقت بها بلديتا بني تامو وبن خليل اللتان انبثقتا منها .
    بالموازنة مع النشاطات الاقتصادية عرف النمو السكاني للبلدية ارتفاعا ملحوظا ميزته المردودية العالية من جهة وقدوم العائلات من مختلف النواحي الداخلية طلبا للعمل الذي يوفره القطاع الفلاحي من جهة أخرى لاسيما خلال مواسم جني المحاصيل كالبرتقال و الكروم
ويبلغ سكان البلدية 33623 نسمة بكثافة سكانية تقدر 605 كم2 مقسمة على مركز البلدية والأحياء الثانوية .

   نبذة تاريخية
    عرفت منطقة وادي العلايق عبر التاريخ كمنطقة خالية من السكان يغلب عليها الطابع الغابي وكثرة المستنقعات و  الأحراش و الأعشاب وكذلك وفرة المياه السطحية .
    و استنادا لبعض الرويات المتداولة فان الأهالي و القلائل المجاورة للمنطقة اتخذت منها مراع يشدوا إليها الرحال بداية كل ربيع دون الاستقرار بها نهائيا خوفا من الأمراض و الأوبئة المنتشرة بمناطق الرطبة وتعود تسمية وادي العلايق بهذا الاسم إلى الوادي الكبير الواقع بالمخرج الغربي للمدينة الحالية على الطريق الوطني رقم 04 و الذي تنمو على ضفافه نبتت العلايق احد أنواع التوت البري .
    أ – قبل الحكم العثماني
   الأمر المؤكد أن الرومان أسسوا حضارة عريقة بشمال إفريقيا غير أن دلائل وجودهم بمنطقة وادي العلايق لا تعدوا أن تكون أطروحات تحتاج إلى الدراسة و التعمق من طرف أهل الاختصاص .
   والمصدر الموثق الوحيد الذي تعرض إلى هذه الحقبة لا يعدوا أن يكون احد المعمرين الفرنسيين ماري بايترل الذي كان يشتغل بإحدى الابتدائيات الذي يروي بان الرومان استوطنوا المنطقة وكانت محطة لقوافلهم أثناء ترحالهم بين الجزائر و مليانة وحجته في ذالك بقايا ضريح قد عثر عليه احد المعمرين خلال خريف 1993 أثناء حرثه لأرضه و اكتشاف آخر لقطعة فسيفساء لدى حفره لأساس بيته لكن هذه الدلائل اندثرت ولم يعد لها وجود على حد التعبير نفس الراوي
   أما الشاهد الوحيد المتوفر عن تلك الحقبة يتمثل في لبنة من الصخر تحوزها البلدية تحمل رموز ونقوش يصعب تحديد سياقها التاريخي و تحتاج إلى معاينة المختصين و يرجح أن يكون مصدرها مقبرة رومانية بناحية كان يدفن فيها الأموات من المسافرين
   ب - اثناء الحكم العثماني
   بعد إطباق سلطتهم على السواحل الجزائرية بداية من عام 1512 للأسباب التي يعرفها الجميع لجأ العثمانيون إلى التوسيع داخل الأراضي الداخلية انطلاقا من منطقة المدية لتمتد إلى سيدي الكبير و القليعة ونواحي أخرى
   ولقد خضعت وادي العلايق كسائر مناطق المتيجة لسلطة داي الجزائر حيث عرفت ازدهارا ملحوظا واعتبرت منطقة استجمام يزوروها أبناء الأمراء العثمانيين وأقاموا بها قصورا  و اقامات ما يزال بعضها قائما كإقامة باي وهران بالمكان المسمى حاليا مزرعة رقم 114 غرب مدينة وادي العلايق  حولت بعد الاستقلال إلى مسجد بما سمح بالحفاظ نسبيا على طابعها المعماري إقامة أخرى تقع بمزرعة السي هارون تتبع حاليا لبلدية بني تامو إثر التقسيم الإداري لعام 1985 ،عرفت تسميتها بقصر عزيزة  يكون قد شيده مصطفى باشا داي الجزائر خلال الرقن 16 ويستغله حاليا أحد المواطنين الذي أخذه مسكنا له .

   ج – أثناء الإحتلال الفرنسي :
   منذ أن وطأت أرجل الإستعمار الفرنسي أرض الجزائر في 1830 أطلقوا العنان لأطماعهم وذلك قصد  توسيع رقعة الإستدمار ومارافقها من سلب ونهب للممتلكات والأعراض مستعملين شتى أساليب البطش من تقتيل وتشريد  ....
   ولم يكن أهالي منطقة وادي العلايق على غرار باقي الجزائريين الوقوف وقفة المتفرج بل ثاروا ثورة الرجل الواحد عن دينهم  وأرضهم وعرفت وادي العلايق كسائر مناطق الجزائر مقاومة ضارية للعدو وسجلت عدة معارك كبد فيها العدو خسائر فادحة .
ولعل أهمها الهجوم على المركز العسكري المتقدم الذي أقامته قوات العدو بتاريخ 04/11/1839 بالمكان المسمى الأربعة مخازن الذي يقع جنوب غرب المدينة الحالية وهذا بقيادة الأمير عبد القادر الجزائري الذي قضى على كل من فيه وغنم ما احتواه من العتاد والسلاح .
   كما نشبت معركة أخري بتاريخ 30/12/1839 بين المقاومين بقيادة المرابط بن علال وفرقة عسكرية للعدو تسمى صيادا " إفريقيا " وهذا بغابة مزفران والتي أبلى فيها المجاهدين البلاء الحسن ، وتواصلت المقاومة على  غرار باقي المناطق في الوطن إلىأن نالت الجزائر الإستقلال  .
      د -  نشأة المركز :
    في بداية عام 1850 تفطن أحد مفتشي الإستعمار الفرنسي يسمى ليون هرايل للخصوبة التي تتميز بها أراضي وادي العلايق وقدم في هذا الشأن دراسة شاملة لمسؤليه تتضمن مشروع تجفيف المستنقعات وتثمين أراضيها ولقد تم قبول مشروعه بمقتضي مرسوم صدر عن الإدارة الأستعمارية العليا بتاريخ 29/08/1850

    ولتجسيده أوكلت مهام بناء المركز الجديد للمهندس الطبوغرافي " الفونس برنقي " ، وفي 31/12/1851 صدر مرسوم إمبراطوري موقع من طرف بونابارت يتضمن إنشاء مركز وادي العلايق والذي يتربع على مساحة 663 هكتار و 94 آر .
    وخلال عملية الإستصلاح والبناء تم إستخدام المساجين وترحيل بعض العائلات بالقوة من المنطقة ، كما تم توزيع مساحات مسطحة على بعض الآوروبيين من المساجين وأصحاب السوابق العدلية والمنبوذين ليصبحوا فيما بعد ملاك الأراضي وتم تسميتها بمصطلاح " الكولون "
    وفي 22 /08/1861 صدر مرسوم رئاسي تم بموجبه ترقية مركز وادي العلايق إلى مصاف البلدية ، وتم إنتخاب أول مجلس بلدي منتخب في 26/05/1867 يشكل من أغلبية الأوروبييم إلى جاني ثلاثة أعضاء من السكان المحليين .





Site créé gratuitement grâce à OnlineCreation.me

Design : Bordeaux.my - Crédit photo : C.R. - Tous droits réservés